كنا نعلم بأنها مكسوة بالثلج و الصقيع

و أن الدرجة ما هي الا تحت الصفر

 أخذ والدي يكثران

 !من القول لنا “خذوا ملابس ثقيلة” .. اشتروا جاكيتات و سويتر 

و نحن نظن بأن ما أخذناه معنا كان يكفي

 و يقينا من البرد .. لكن هيهات

برودة قاتلة 

!!

كانت أربعة أيام فقط ..و لكنها من أجمل الأيام

و لو كنت متفرغة ..لبقيت أسبوع و أكثر

كل شيء بسيط هناك

!!

 اشتقنا لهذه الأماكن و الزقاق 

و الى بساطة المنتجات و الأسواق

!!

و كأن الماضي بتخلف مواده .. يبقى عزيز و لا مثيل له

تمنيت ان تعود دبي و الامارات الأخرى للوراء قليلا

كي نتمتع بمناظر مماثلة 

!!

أفكار أخرى راودتني .. في أول عمرة لي ..ذهبت فيها الى السعودية

  كنت أرى في زقاق مكة و المدينة

و تخاطيط مبانيها و بيوتها

حياة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم

   

لكن في عمرتي الأخيرة .. تغيرت ملامح السعودية كثيرا

 لم أعد أرى الصور التي تحدث التاريخ عنها

فقط ايران من بقت صامدة في ملامحها بحكم الانغلاق أو بحكم الظروف.. صورت لنا الحياة التي كان يعيشها الرسول أو الزمن الذي عاصره

أو حياة من له علاقة بهم

 

لعلها رتوشات لا يفتكر لها أحد

 

لكنني دائما أهيم في بحرها !!

 

بقصد أو من دون قصد

 

تدمع عيناي ..!!

 

:

 

فرصة كانت لتجديد النفسية بشحنة معنوية

بوقفة مع الذات .. مع الحياة .. مع الله .. و لا غيره سواه !!

 

فرصة كانت لكي ألمس الثلج

و أستلذ من برودته ما كان ينقصنا

 

تسللت برودته الى أحشاء عظامي .. حتى وقعت في الليلة الثانية من شدة الحمة

 

يا الله .. كيف هو الجسد ضعيف عند أي تغير يطرأ

 

:

 

 

 

و ما أعظم الدعوات ان أتت من فم الفقير ..!

 

أو ابتسامة صادقة حين يعلمون أننا عرب من الامارات ..!

 

مواقف مضحكة جدا صادفتني هناك .. و لعلى أكثرها رقة على قلبي ..تلك السيدة التي كانت تنظرني

 

هي و زوجها أيضا .. ابتسمت ..فردت الابتسامة بتحية و قالت ماشاء الله من أين ؟

 

لا أدرك الفارسية بل فهمت رسالتها .. قلت الامارات ..!

 

قالت لبنان؟ ..

 

قلت الامارات ..!

 

قالت و هي تمسك بيد زوجها بقوة .. شاهد كيف فمها وردي !

 

S :

 

تلخبطت معالم وجهي ..!

 

بعد مرور ساعة فهمت ماذا كانت تعني ..!

 

OH MY GOD

 

لعل حديثي الان قد انجر الى حديث آخر

 

أيقنت بأن أغلبهم .. آية في الجمال ..!

 

لا علينا ..

 

عدنا الى أرض الوطن ظهيرة الأحد

 

و ها أنا الان أحزم حقائبي مجددا للسفر الى سويسرا

 

” غصبا عني ” .. سيرافقني والدي

 

هذه المرة من قبل الوظيفة

 

سأعود يوم الجمعة !!

 

و كلي أمل أن تمر الايام كالبرق .. !!

 

 

 

 

 

 

تحياتي القلبية !!

 

 

 

 :